الخيف في اللغة كل هبوط وارتفاع في سفح جبل ، وما ارتفع عن مسيل الماء ، وفي مــعـجـــم البلدان ، قال الزهيري : الخيف الوادي ، والخيف ما كـــان مجنباً عن طريق الماء يميناً وشمالاً (1).وخيف الحزامي هو أحد خيوف مضيق وادي الصفراء يقع على بُعد 100 كيلومتر تقريباً من المدينة المنورة وأهلهُ بني عمرو من بني سالم ولهم فيـه قرية أثرية قديمة تسمى " حلة بني عمرو " ، وفي أسفل الحــلــة توجـد قناة للعين بارزة على السطح تمد سكان الحلة والزائرين بالماء العذب . ويمتد نخيل الخيف من أسفل حلة بني عمر باتجاه طولي مع الوادي حتى يصل إلى خيف أم ذيان وبعرض الوادي من الجبل إلى الجبل . وخيف الحزامي هـــو عبارة عن مجموعـــة مــن المزارع المتجـــاورة يطلـــقعليها اسم " بلدان " ويفصل بين البلاد والأخرى جسور من الحجرة والطين وكل بلاد تحتوي على مجموعة من أحواض النخيل يتفاوت حجم هذه الأحواض مابين الصغيرة والمتوسطة والكبيرة ، وكل بلاد لها أسم تشتهر به على سبيل المثال ( رفيعه ، بقع السيد ، الزغيبة ، وغيرها .....) ، وتحتوي هذه البلدان على أنواع مختلفة من النخيل منها :أم بنين وهي النخلة الصفراء ويقال أنه نسبة لها سميت " قرية الصفراء " وهي " قرية الواسطة " حالياً ثم انتسب إليها وادي الصفــراء ، ومــن أنواع نخيله أيضا العرجاء ، الربيعة ، الصفاوي ، الهجاري ، لونة مساعد ، السمنة ، وغيرها ... وتمر عبر هذه البلدان قنوات العين وسواقيها التي تجود بمياهها الوفيرة على أحواض النخيل ، وفي داخل البلدان توجد سلسلــة معقدة مـن القنوات السطحية والســدود المشكلة من جذوع النخيل من أجل نقل المياه من حوض لآخر ، ويتم توزيع مياه العين بين هذه البلدان بموجب نظام زمني متعارف عليه عند أهـل الخيف يسمى " وجبة " .و وحدة قياس وجبة الماء عند أهل الخيف هي ( القيراط ) وهو جزء من 24 جزءاً من أجزاء الساعة يساوي ( دقيقتين ونصف ) (2) .وأيضاً لوجبات الماء أسماء تشتهر بها مثل الوجبة المسماه ( الهميلية ، الراجحية ، الزيادة ، العلوية ، هراش ، وغيرها ...) وقد تكون الوجبة نهاريه أو ليلية .وماء العين الزائد عن الوجبات المخصصة لهذه البلدان ويسمى ( ماء النشيل ) فإنه يباع وثمنه يوضع في صندوق الخيف ويصرف على صيانة العين وإدارتها . وقيراط الماء تتم عليه حركة اقتصادية كبيرة في خيف الحزامي فإن أكثر وثائق البيوع تجدها حول بيع أو إيجار قيراط ماء أو قيراطين وهكذا .. وفي عام 1371 هـ تقريباً توقفت مياه العين عن الجريان وبدأت نخيله تفقــد جمالها وخضرتها حتى ماتت رغم أن بعض قنوات العين كانت تعود للجريان مؤقتاً عند هطول الأمطار ثم تنضب مرة أخرى حتى توقفت مياه العين عن التدفق والجريان نهائياً في أخر التسعينات من القرن الماضي تقريباً في عام 1397 هـ . ومع مرور السنين أصبحت عين خيف الحزامي ونخيله أطلال من الماضي حيث دمرت السيول قنوات العين وسواقيها وماتت النخيل وجرفت السيول جذوعها وطين البلدان وجسورها ولم يبق منها سوى أشلاء شاهدة على ماضي جميل .ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ(1)فصول من تاريخ المدينة المنورة / علي حافظ . (2)فسره بذلك الأستاذ فائز بن موسى البدراني في كتابه ( وثائق تاريخية من منطقة المدينة المنورة ) الجزء الأول.
الثلاثاء، 28 يوليو 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق